ما أصعب أن تجد نفسك ما بين عشية وضحاها من منزلك الذي يأويك و يحتويك أنت وعائلتك الغالية على نفسك ، إلى مخيم في منطقة صحراوية أو جبلية قاسية ! يتغير كل شيء من حولك ، يتغير حالك ، و تتغير حياتك رأساً على عقب ، حتى يصبح حلمك أن تجد شربة الماء ليست الباردة إنما الصالحة فقط ، و تحلم بأن تجد لقمة العيش التي تسكت بها صوت قرقرة بطنك الجائعة .

يكون أمر تعليم ولدك و بنتك بمثابة الأمنية بالنسبة لك ، تنظر إليهم والحسرة تملأ قلبك ، وترى الأمية مرضاً خبيثاً يتمكن منهم يوماً بعد الآخر ، لا تستطيع فعل شيئاً حياله ، سوى أن تنتظر من يقدم لك يد العون والمساعدة ، ومن يقدم لك أبسط مقومات الحياة !